أرشيف

(الوطن) (والرياض) السعوديتان تدعوان السلطة اليمنية إلى الحوار مع المعارضة

  دعت صحف سعودية  في افتتاحياتها اليوم السبت السلطة في اليمن إلى الاستماع للمعارضة بالجدية اللازمة بإرادة سياسية حقيقية واعية بحقائق المشهد اليمني الكلي، والنأي عن فتح جبهة جديدة, في يحن أشارت إلى أن اليمن أصبح لعبة جديدة في إعلان قوة القاعدة في أبين، موضحة أن محاولات جعل اليمن مركز صدام طائفي وقبلي قد تظهر معالم أخرى تريد أن تجعل منه بعبعاً للدول المجاورة لاستنزافها بالتسلح من دول كبرى تعاني حالة كساد.

وقالت صحيفة (الوطن) السعودية في افتتاحيتها اليوم السبت إن اليمن يمر منذ عدة أشهر بظروف أمنية دقيقة تستهدف أمنه وسيادته ووحدة أراضيه، مشيرة إلى أن التحديات بلغت ذروتها خلال الأسبوعين الماضيين مع تصاعد المواجهات التي تخوضها السلطات اليمنية بكل حزم, حسب وصفها, ضد تنظيم القاعدة.

وأضافت أن تنظيم القاعدة يسعى لزعزعة استقرار البلاد (اليمن) ومن ثم اتخاذ أراضيه منطلقا لتنفيذ مخططاته الإرهابية في المنطقة. في حين يزداد التوتر الأمني مع تجدد المواجهات مع المحتجين في الجنوب, حسبما ذكرت.

 

وذكرت أن ما تقوم به قيادات المعارضة المنضوية تحت مسمى قوى الحراك الجنوبي في هذا التوقيت، يثير الريبة والدهشة في آن واحد, واصفة من يدعو إلى التظاهر وخروج المسيرات ضد الدولة بـ"الأصوات النشاز", التي تأتي "في هذا الوقت الدقيق من تاريخ اليمن والذي يتطلب وقوف الجميع، حكومة ومعارضة صفا واحدا لدرء الخطر الحوثي في الشمال والتصدي لإرهاب القاعدة في أجزاء أخرى من البلاد", مشيرة إلى ما أسمتها بالدعوات التحريضية التي عمدت إلى وقوع مواجهات مسلحة مع أنصار الحراك كما حدث في استهداف منشآت أمنية في الضالع أمس الأول الخميس.

 

 

وقالت (الوطن) السعودية في افتتاحيتها بعنوان "اليمن: تعزيز الوحدة لمواجهة التحديات", إن المرحلة الحالية التي يمر بها اليمن تتطلب عملا كبيرا لتعزيز روابط الوحدة، لأن الوطن يسع الجميع وبحاجة إلى جهود جميع أبنائه. داعية كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية وفعاليات المجتمع المدني، الاصطفاف لمواجهة المخاطر المحدقة بالوطن, طبقا لما تستوجبه المرحلة, حد تعبيرها.

وشددت من أنه يجب على السلطة أن تستمع للطرف الآخر في جانب المعارضة بالجدية اللازمة، لأن من شأن ذلك أن يحدث قدرا كبيرا من التوازن المفقود.

 

ورأت أنه من المطلوب السعي بكل جدية لاستكمال بناء النظام الديمقراطي وتعزيز الوحدة من خلال حشد الطاقات نحو تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وتوفير الموارد اللازمة لمعالجة المشاكل الناجمة عن الفقر والبطالة، خاصة في المحافظات الأقل نموا.

 

وخلصت الصحيفة السعودية إلى القول بأن الخروج مما أسمته بـ"نفق الأزمة الأمنية وإفرازاتها الماثلة"، وخصوصا "تنامي حالة الاحتقان في محافظات الجنوب"، يتطلب في الأساس وجود إرادة سياسية حقيقية تكون واعية بحقائق المشهد اليمني الكلي، مع تبني الحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات مع المعارضة الجنوبية والنأي عن فتح جبهة جديدة.

 

(القاعدة) استوطنت وتمددت في الصومال واليمن

 

إلى ذلك قالت صحيفة (الرياض) السعودية إن خلايا القاعدة تنشأ في المناطق المضطربة، أو الرخوة أمنياً وسياسياً، موضحة أنها ولدت وترعرعت في السودان، (وتسرطنت) في أفغانستان وباكستان، وتجذرت في العديد من المدن والأقاليم العربية والإسلامية الأخرى، فانضربت في أماكن بالمملكة، ومصر، والمغرب، واستوطنت وتمددت في الصومال واليمن، وهما البلدان اللذان يعيشان حالة عدم استقرار واضطراب, حسب تعبيرها.

 

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها التي أتت بعنوان "لا تتركوا اليمن في مهب عواصف الإرهاب !!"

 أن اليمن أصبح لعبة جديدة في إعلان قوة القاعدة في أبين، مشيرة إلى أن عرض القوة والمناداة بفصل الجنوب عن الشمال وأن الحرب مع أمريكا لا مع الجيش اليمني ربما جاء للتخفيف من الضربات التي تلقوها الحوثيون، في حين أن محاولات جعل اليمن  مركز صدام طائفي وقبلي لا يفسر فقط بأنه صراع إقليمي وديني بل قد تظهر معالم أخرى تريد أن تجعل من حالته بعبعاً للدول المجاورة لاستنزافها بالتسلح من دول كبرى تعاني حالة كساد ونحن نعرف أن تجارة الحروب هي الأكثر رواجاً في جميع الأزمنة..

 

وأكدت (الرياض) أن اليمن عمق عربي وخليجي، ومن المستحيل جعله في مهب رياح الإرهاب والتفكك، إن لم يكن مؤثراً، كحالة أفغانستان، في نطاق العالم كله، لو تجاوز حدود الاستقرار إلى استيطان القاعدة, لكن من خلال تجارب الحروب السابقة في اليمن نجد أن القبيلة عنصر في دوائر الأزمات، غير أنها متعددة الولاءات.

 

وذكرت أن دوافع الفقر غالباً ما تكون الحافز لتلك الأحداث وتقلباتها، ما يسهل من عملية الانتقال من جهة لأخرى إذا ما توفرت العوامل المادية، مستدلة بحادثة حرب اليمن أيام وجود القوات المصرية هناك لدعم الثورة، والتي قالت إنها دليل على أن المادة عامل انقلاب على مساندي الدولة الجديدة وهذا ما يعزز أن القاعدة قد تخسر تلك القبائل في أي حالة ترى فيها مصلحتها أهم من التحالف القائم، وخاصة عندما تجد من يمنحها مطالبها المادية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لاعب أساسي، وليس من المنطق التخفي وراء أمور واضحة لكنها تعيش حالة اضطراب مماثلة لغيرها، ملمحة إلى أنه لو حدث أن تصطدم السلطة بالعناصر المعارضة, خصوصا بعد موت منتظري، وتعززت قوة من لا يلتقون مع الدولة، فقد تحدث الكارثة, مثلما حدث أن تحولت المدن إلى ساحة صدام، إذ إن المؤسسة العسكرية، حتى لو بنيت على العنصر الفارسي، فقد لا تكون القوميات والمذاهب الأخرى بلا أسلحة، حسب تعبيرها.

والقت  الصحيفة المسئولية على الدول العربية ومنها الخليجية تحديدا إذا ما تم استغلال ظروف اليمن محذرة من أن الأهم يكمن في مواجه قوى ظاهرة وأخرى خفية وعملية السكوت لا مبرر لها "إذا ما أدركنا أننا في مرمى النار، وأن الهدف نزع استقرارنا وتنميتنا والعاقل من يتعظ بأحداث المنطقة، وكيف أصبحت سلالم يرقى عليها كل طامع"

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى